“ميتافيرس”.. تعويذة خلاص فيسبوك

 

“ميتافيرس”.. تعويذة خلاص فيسبوك

 

في “الكتاب الأبيض” فيسبوك تقود العالم الرقمي لإنشاء معايير وبروتوكولات للعالم الافتراضي القادم.. فكيف سينعكس ذلك على سمعة فيسبوك سيئة الذكر مؤخرا؟ ­

بدأ التحول الدراماتيكي لشركة فيسبوك بعد الانتخابات الأمريكية 2016 وما رافقها من فضيحة كامبريدج أناليتكا والمواجهة ما بين الشركة وإدارة ترامب مما جعلها شركة متعثرة تواجه الكثير من الدعاوي القضائية وفواتير مكافحة الاحتكار وقوانين وشيكة في أوروبا والهند من خلال إبطال اتفاقية تحمي قدرات شركات التكنولوجيا الأمريكية على نقل البيانات الشخصية للأوروبيين الى الولايات المتحدة مما قد يؤدي إلى إغلاق الشركة هناك. وقد يجبر التشريع المقترح في بريطانيا شركات وسائل التواصل الاجتماعي على دفع غرامات ضخمة تصل الى 10% من الإيرادات العالمية للمحتوى الضار على منصاتها بما في ذلك المعلومات المضلّلة ومطالبات حكومة الهند من خلال سن قوانين يمكن أن تكسر التشفير على المنصات التابعة لشركة فيسبوك. بالإضافة الى نفور حلفاء الشركة الديموقراطيين ومنع موظفي الشركة من الاجتماع مع طاقم رئيسة مجلس النواب نانسي بلوسي بعد نشر فيديو تظهر فيه بيلوسي ثملة عام 2019، ورفضت تلقي مكالمة هاتفية من السيد مارك. 

ويسعى السيد مارك من خلال إرساله رسائل تصالحية الى كل من واشنطن والجمهور بشكل عام من أجل تمكينه وتفويضه لغزو مساحات جديدة من العالم الرقمي لا بل قيادة إعادة تشكيل العالم الرقمي.

“ميتافيرس” مصطلح صاغه الروائي نيل ستيفنسون في روايته تحطم الثلج عام 1992. وهو مصطلح مشتق من كلمتين Meta and Universe وتعني كلمة Meta  “ما بعد” وكلمة Universe  “الكون”. وهكذا تعلمنا دوما أن صناعاتهم التقنية مبنية على الأدب وعلى الرواية وعلى صناعة الأفلام، فمنها تستولد الفكرة.

ولك أن تتخيل أنك تجلس على ذات الكنبة مع صديق أو حبيب، أنت في مكان جغرافي وهو في مكان آخر، لكنكما تجلسان معا في مكان واحد، تتحدثان وتتناقشان وربما ما هو أبعد من ذلك أيضا. ويغطي المصطلح ميتافيرس مجموعة متنوعة من الحقائق الافتراضية من بيئة العمل وأدواتها والاجتماعات والتعليم عن بعد الى الدفع الالكتروني بالعملات المشفرة إلى صناعة الألعاب إلى المنصات الاجتماعية لكن ضمن تصوّر مختلف تماما عما كانت عليه. ومما لا شك فيه أيضا أن جائحة كورونا أثارت اهتماما كبيرا بالبيانات الافتراضية المشتركة بكل المجالات وعلى وجه الخصوص في التجارة الالكترونية والدفع المالي الإلكتروني وفي مجال التعليم.

وجاءت فكرة ميتافيرس كتعويذة خلاص لمنصة فيسبوك من الكثير من المصاعب ومواجهة القضايا القانونية والسمعة السيئة والاتهامات بالتضليل ونشر معلومات مضللة غير صحيحة. السعي الحثيث لمارك زوكربيرج للانتقال المأمول من شركة وسائط اجتماعية متعثرة الى مزود تكنولوجيا مستقبلي جعله يتخلى عن موقعه في شركة فيسبوك وإحلال السيدين كليج وشيرل ساندبرج، المروجين الرئيسيين للشركة في واشنطن ليحلوا محله في إدارة الشركة.

جوان دونوفان، مديرة الأبحاث في مركز شورنستين للإعلام والسياسة العامة في جامعة هارفارد، قالت إن الحملة تبدو مصممة لنزع سلاح الجهات الحكومية الناظمة وتخطي المشكلات المحتملة مع التقنيات الحديثة، وقالت أيضا طالما يمكنك جعل التكنولوجيا تبدو جديدة ورائعة يمكنك تجنب التنظيم ويمكنك الدفاع عن ذلك لعدة سنوات قبل أن تتمكن الحكومة من اللحاق بالركب.

ويحاول مسؤولو الشركة السعي الحثيث من أجل اعتماد نظام مدفوعات عالمي جديد. واعتماد عملة رقمية جديدة بديلة ليبرا libra تحت اسم Diem.

وتعتبر ميتافيرس خليفة الإنترنت عبر الهاتف المحمول مما يمكن شركة فيسبوك من صناعة سمعة خاصة جديدة كمزود للتقنيات وشريك مع صانعي السياسات والأكاديميين وخبراء آخرين.

                                                                                                               رائد سمور

Metametaversaluniversalرقمي جديدعالم رقميفيسبوكميتافيرس