خبير في أمن المعلومات: “إسرائيل” تستعد لاستخدام تقنيات ستحاسب الفلسطينيين على مشاعرهم

1٬665

قدس برس

قال الخبير في الأمن السيبراني، رائد سمور، إن مشروعًا تقنيًا “خطيرًا” وصل الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا، يقوم على محاسبة الأشخاص بناءً على مشاعرهم وليس أفعالهم.
وأضاف سمور، في مقطع فيديو نشره على موقعه الإلكتروني المتخصص بالشؤون التقنية “arabios” واطلعت عليه “قدس برس”، اليوم الخميس، أن المشروع “تقوم عليه شركتا جوجل (Google) وأمازون، والمدير السابق للأمن السيبراني في شركة جوجل، والذي هو اليوم مدير لفرع شركة أوراكل داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي”.
وشدد بالقول إن “التعاون بين شركتي جوجل وأمازون تعاون أمني، بمعنى أن أمازون قامت، على ما يبدو، بتزويد جوجل بخرائط الوجه الموجودة عندها في قواعد البيانات لعملائها”.
ورأى أن “هذا التعاون بين شركة تجارية (أمازون) وشركة تقنية (جوجل) وشركة تقنية أخرى (أوراكل) وشخصيات مميزة بقطاع أمن المعلومات على مستوى عالمي، تعاون مريب” على حد وصفه، دون الكشف عن أسماء الشخصيات التي يعنيها.
ولفت إلى أن “مدير أوراكل هو من قام بعملية التعاقد بين جوجل والاحتلال الإسرائيلي، وهو الآن موجود في تل أبيب، يدير الفرع الخاص بشركة أوراكل داخل الاحتلال”.
وشركة “أوراكل” الأمريكية واحدة من أضخم وأهم شركات تقنية المعلومات بشكل عام، وقواعد البيانات بشكل خاص، تأسست عام 1977، ومقرها في تكساس.
وأشار الخبير إلى أن “المشروع الذي اسمه (نيمباس بروجكت)، بقيمة مليار و200 مليون دولار، يقوم على التخزين السحابي”، لافتًا إلى أن هناك كاميرات خاصة تصور الوجوه لتحليلها، وتحتفظ ببياناتها.
وبيّن أن “هذه الكاميرات تستطيع أن تحلل الصورة، وتستطيع أن تحلل ما هو أبعد من الصورة، وهو البعد العاطفي”.
وتابع: “هذه الخدمة السحابية ستتعامل مع خرائط الوجه الخاصة بالجمهور داخل فلسطين المحتلة، وستتعامل بوجه خاص مع قراءة وتحليل خرائط الوجه، وتتبع الأشياء، وتحليل المشاعر والمحتوى العاطفي للصور والكلام والنص”.
وأكد أن نظام الكاميرات هذا “تخلت عنه أوروبا وكندا وبريطانيا بأوامر القانون، ولكنها الآن موجودة داخل فلسطين المحتلة ويستخدمها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وهذا الأمر الخطير جدًا” وفق تعبيره.
واستدرك أن الخطير في الأمر كذلك أنه “سيكون هناك إجراء عسكري (في إشارة إلى إطلاق النار أو غيره) حول ما يفكر به الشخص الذي حللت ملامحه الكاميرا”، مضيفًا: “يعني أن حساب الناس لم يعد بناءً على أفعالهم، إنما على ما يفكرون به”.
وأوضح سمور أن “الحديث عن هذه المسألة، يعني الحديث عن وضع تقني خطير”، مضيفًا: “إذا كان العالم تخلى عن هذه الكاميرات لأسباب أخلاقية، كما وصفها القانون في تلك البلدان، فكيف يتم تصديرها إلى الاحتلال الإسرائيلي؟”.
وأردف: “من الممكن أيضًا أن يتم تصدير هذه الكاميرات إلى كيانات أخرى في الشرق الأوسط لاستخدامها ضمن نفس آلية السحابة الموجودة داخل الاحتلال، لتخدم أمنه على امتداد الوطن الكبير (العالم العربي)”.
واستدرك بالقول إن “الامتداد في التعامل مع هذه التقنيات إلى دول شرق أوسطية خارج دولة الاحتلال، ليس من الضروري أن يكون عبر حكومات تلك الدول.. من الممكن أن يتم وصلها وتركيبها من قبل أشخاص (مرتبطين) في مناطق حيوية ومؤسسات كبرى، يتم من خلالها تصوير الناس ونقل المعلومات وخرائط الوجه والأماكن الجغرافية لهم إلى خوادم في دولة الاحتلال، فهذه التقنيات يمكن تشغيلها والتحكم بها عن بعد”.
وأكد سمور، الذي قدم مئات الساعات التدريبية في مجال الأمن السيبراني خلال السنوات الماضية لعدد من الأجهزة الرسمية العربية، أن هناك “محاصرة رقمية وتقنية تدور رحاها في الجانب الرقمي، هذا الحصار حصار مهول” على حد وصفه، مشيرًا إلى أن “ما يحدث في الخلفيات هو معركة محتدمة من جانب واحد، والمنتصر فيها معروف من جانب واحد”.
وشدد سمور على أن “هذه التقنية هي مدخل للعقاب على ما نفكر فيه، وأحيانًا لا تصيب المعادلات أو الخوارزميات الخاصة بهذه التقنيات، وبالتالي تصبح المسألة مسألة حظ”.

تاريخ كاميرات التحليل الحيوية (البيومترية)

يقول الخبير سمور أن “الفكرة بدأت سنة 1960 في مزارع للخنازير، حيث كانت توضع فيها كاميرات خاصة لدراسة سلوك الخنزير، من خلال قراءة معالم الوجه”.
وتابع: “انتقلت التقنيات إلى قراءة خرائط الوجوه للدببة البنّية، في محاولة لفهم متى تكون غاضبة، ومتى تكون في مزاج جيد، وغيرها، وبالتالي استطاع مطوروا الكاميرات التقدم خطوة إلى الأمام”.
وأضاف أنه جرى بعدها “الانتقال إلى دراسة الخرائط البيومترية (الحيوية) للوجه عند الإنسان، وكانت البدايات متواضعة؛ بقياس المسافات بين العينين، والجبهة والأنف، وشحمة الأذن والعين، والعين والفك، والحنك والعين، وكانت هذه النقاط لا تتعدى 20 نقطة في الوجه”.
“مع تطور العلم، ووجود الهواتف الذكية، ودخول التطبيقات، لم يؤلِ المطورون جهدًا في استغلال هذه التقنيات أيضًا لقراءة الوجه، وأهم تقنية ساعدت في ذلك هي صورة السيلفي (الصورة بالكاميرا الأمامية للهواتف المحمولة)” على حد وصف سمور.
وزاد: “صورة السيلفي زادت عدد النقاط الحيوية الملتقطة للوجه، وبالتالي أصبحت النقاط التي يتم التقطاها والتعرف من خلالها على الوجه نقاطًا أعلى بكثير من السابق”.
وأشار إلى أن تطور هذه التقنية استمر حتى وصل “إلى تخزين الخرائط الحيوية واستخدامها من خلال الكاميرات الأمنية، وكاميرات المطارات، أو من خلال التعرف على الهوية الحقيقية للإنسان من خلال صورته”.

 

المصدر :

خبير في أمن المعلومات: “إسرائيل” تستعد لاستخدام تقنيات ستحاسب الفلسطينيين على مشاعرهم