هل يحاكم دونالد ترامب بتهمة الخيانة العظمى؟ “1”

1٬900

الاختراق الكوني السيبراني وصمت يثير الاهتمام

هل يحاكم ترامب بتهمة الخيانة العظمى؟

هل تكون نهاية ترامب السياسية بكشف تواطئه مع إسرائيل بالهجوم السيبراني على أمريكا؟ قد تكون التساؤلات ضربا من الجنون، وقد يعتقد البعض أن هذه مجرد خرافات لا يمكن أن تنطلي على أحد، لكنني في هذه التقرير الاستقصائي أقوم بتفصيل هذا الأمر وكشف الكثير من أسراره وأسرار خضوع ترامب للإرادة الإسرائيلية.

في العالم السيبراني لا يوجد ما يسمى حليف، وإنما الجميع يهاجم الجميع، والجميع عبارة عن مطارد وطريد في ذات الوقت. وفي هذا العالم تتصارع أربعة قوى سيبرانية على العرش السيبراني العالمي وهي روسيا والصين وامريكا واسرائيل. وفي هذا التقرير سوف نتحدث وبكل شفافية عن القوة السيبرانية الاسرئيلية.

تمهيد عن علاقة الحليف بالحليف

في العام 1985 تم إلقاء القبض على الأمريكي “جونثان بولارد” والذي كان يعمل محلل استخبارات مدني في القوات البحرية الأمريكية واتُهم بالتجسس على الولايات المتحدة واستغلال منصبه لتسريب معلومات لصالح إسرائيل، وتنازل بولارد عن الحق في المحاكمة في مقابل القيود المفروضة على الحكم. ثم قام بالإقرار بأنه مذنب، وأدين لكونه جاسوسا لحساب إسرائيل. وحكم عليه بالسجن مدى الحياة في العام 1986. ونفت كعادتها إسرائيل أية علاقة بالجاسوس بولارد وبقيت على هذا النفي، حيث أقرت بالعلاقة الكاملة مع جونثان بولارد.1 وفي العام 1995  منح الجنسية الإسرائيلية وفي يوم 20/11/2015 أُفرج عنه بعفو خاص من باراك أوباما وبعدما أمضى قرابة الثلاثين عاماً خلف القضبان، على أن يمضي خمس سنوات بالاقامة الجبرية المنزلية، انتهت في 20/11/2020، ثم سافر على متن طائرة خاصة لتل أبيب بتاريخ 30/12/2020.  2 ثم أصدر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، بتاريخ 20/1/2021 عفواً كاملاً عن أفييم سيلا، الضابط الذي جند الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد، ضمن قرارات العفو التي أصدرها في الساعات الأخيرة له في منصبه. 3

 

بداية الايقاع بترامب

في عام 2018 عثرت أجهزة الأمن الأمريكية على أجهزة تعقب هوية مشتركي الهاتف المحمول الدوليين والمعروفة بـ”أبراج ستنغري” أو Catcher IMSI بالقرب من مقر الرئاسة الامريكية في واشنطن ومواقع حساسة أخرى في جميع أنحاء العاصمة وأظهرت تحقيقات FBI  أن هذه التقنيات تستخدم على الاقل منذ عام 2016.4  وتكررت الحالة في العام 2018.5 وتعمل هذه الأجهزة مثل أبراج الهواتف المحمولة، وتخدع الهواتف لإرسال مواقعها ومعلومات الهوية الخاصة بها، وكذلك محتوى الاتصال والبيانات المستخدمة.6 وهذه التقنيات لا يمتلكها إلا عدد قليل جدا من دول العالم من بينها الكيان الصهيوني، وقد وجهت أصابع الاتهام للكيان الصهيوني إلا أن ترمب ونتنياهو قد نفيا هذه الانباء وهذه الاتهامات.7 إذن لماذا يقوم رئيس دولة بنفي صلة دولة أخرى لها تاريخ في التجسس على بلده وسابقة مثبتة ومعترف بها من قبل تلك الدولة؟

 ويجدر بالذكر امتلاك الموساد الإسرائيلي تقنيات تجسس حساسة جدا في العالم السيبراني ومنها تطبيق بيجاسوس، هذا التطبيق يعمل بتقنية Zero click بحيث يكفي أن يكون معلوما لك رقم الهاتف المستهدف وبرسالة نصية أو اتصال واحد (وليس شرطا أن يقوم بالرد من قبل صاحب ذلك الرقم) ليصبح الهاتف تحت سيطرة التطبيق بالكامل، وبالتالي تنكشف كافة المعلومات والمراسلات والاتصالات الخاصة بذلك الهاتف للمستهدف. 8

هل نجحت تلك الأبراج الوهمية باصطياد ترامب والاستحواذ على معلومات خاصة من هواتفه وبالتالي تم ابتزازه بمتطلبات لم يخضع لها رئيس أمريكي على مدار تاريخ أمريكا؟ هل خضعت روسيا لابتزاز نتنياهو بالمعلومات التي الحصول عليها من أجهزة ترامب؟.

هل كان ترامب ضحية ابتزاز لعملية اختراق سيبرانية من خلال تطبيق بيجاسوس؟

أم أن كلا الطريقتين قد نجحتا بالفعل باصطياد أكبر فريسة بتاريخ البشرية؟

ومما يثير الشبهات، تلك العلاقة المميزة بالاستسلام ما بين الكيان وما بين ترامب، انبطاح كامل في تحقيق كل رغبات نتنياهو، ولعل ما يثير الاشتباه أيضا سقوط أمريكا تحت هجوم واختراق سيبراني كبير مع مجيء ترامب في العام 2016، وما حدث بعدها من أحداث واتهامات لروسيا باختراق قواعد بيانات واحداث تغيير في تلك القواعد9، وقبل ذلك اختراق البريد الالكتروني لهيلاري كلنتون وكشف المراسلات الخاصة بها مما أضر بها وبسمعتها وبالتالي خسارتها للانتخابات أمام ترامب.

روسيا نفت دوما أية علاقة لها بهذا الهجوم ولعلها تكون صادقة ويثبت التاريخ أن لا علاقة لها به، مع انكشاف الحقائق في الايام المقبلة والتي سوف تظهر تورط الموساد الإسرائيلي والتقنيات الإسرائيلية في أكبرعملية اختراق سيبراني في التاريخ وبتواطىء من رئيس دولة مستهدفة.

وفي شهر 12/2020 تم الاعلان من قبل شركة FireEye الأمريكية والمختصة بالأمن السيبراني ولها امتداد على مستوى الأمن القومي الأمريكي وامتداد خارج الحدود الجغرافية الأمريكية لحلفاء أمريكا، عن تعرضها لهجوم سيبراني رقمي كبير جدا، وتم الاستيلاء على معلومات حساسة جدا وأدوات خاصة تستخدم في الامن السيبراني.10 ثم يتبعها اعترافات من جهات حكومية أمريكية عن وقوع أمريكا تحت الهجوم السيبراني وأدت بعض الإجراءات الخاصة بفصل الكهرباء عن خوادم servers  حساسة في بعض المواقع الحكومية والامنية والوزارات السيادية الامريكية. 11

 وتبين لاحقا أن الهجوم قد بدأ بشهر مارس 2020 وأن هناك جهات قد استثمرت هذا الخرق الكبير في الاستيلاء على معلومات لا يمكن احصاؤها او احصاء الضرر الناتج عن تسريبها 11، فهل ما زال الهجوم مستمرا حتى الآن؟ لم تعلن أي جهة حكومية أمنية خاصة بالأمن السيبراني عن انتهاء هذا الهجوم أو من كان وراء الهجوم، باستثناء اتهامات خاصة من وكالات الاعلام الامريكية بأن المتهم بالهجوم هو الرئيس الروسي بوتين وأجهزة المخابرات الروسية، لكن الرئيس ترمب استنكر اتهام روسيا وعلق على هذا الامر بتوجيه الاتهام للصين.

ومما يثير الاهتمام بهذا الامر، أن كافة وسائل الاعلام الأمريكية والأوروبية والعالمية تحدثت عن هذا الهجوم لعدة أيام وعلى شكل أخبار عاجلة موشحة باللون الاحمر للأهمية، إلا أنها صمتت فجأة ولم تعد تتحدث عن هذا الامر على الاطلاق.

وبناء على كل ما تقدم من معلومات في هذا التقرير الاستقصائي، فإننا نوجه أصابع الاتهام في هذا الهجوم نحو الكيان الصهيوني لعدة أسباب أهمها:-

 في 3/2/2014 أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس جامعة بن غوريون في النقب “ريفكا كرمي” عن إنشاء مجمع إلكتروني وطني في بئر السبع يسمى  Cyberpark وأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في افتتاح مؤتمر ومعرض  Cyber tech الدولي في تل أبيب ، أن “بئر السبع لن تكون العاصمة الإلكترونية لإسرائيل فحسب، بل ستكون أيضًا واحدة من أهم الأماكن في مجال الأمن السيبراني في العالم”. 12

  • cyberpark فيها أكثر من 20 الف جندي تقني منهم 7 الاف تقني متميز ومتخصص في الحرب السيبرانية. 12
  • يتفرع من جهاز الموساد الاسرائيلي شركات تقنيّة عالية التخصص في المجال السيبراني أهمها شركة NSO وشركة Check point واللتان تصدران معدات وبرمجيات وتطبيقات خاصة بالتجسس والحرب السيبرانية، وتعتبر شركة Check point من أهم الشركات العالمية التي تقوم على حماية المواقع والشركات التقنية العالمية في الأمن السيبراني.13
  • تزامن الهجوم مع عملية إطلاق سراح جونثان بولارد من الإقامة الجبرية، وأنا أعتقد أن الهجوم كان نوعا من ردّ الاعتبار للجاسوس الإسرائيلي، لتوجيه رسالة لكل جواسيس الكيان: هناك من يهتم بكم حتى وإن سقطتم، هذا الكيان الذي يعتمد كل الاعتماد على هؤلاء الجواسيس.
  • قبل الإعلان عن اكتشاف الهجوم والاختراق السيبراني بأيام، خرج نتنياهو رئيس وزراء العدو الصهيوني بتاريخ 27/11/2020 بمؤتمر صحفي وقال فيه بالحرف الواحد: “حققنا نجاحات وانتصرات مهمة ولا أستطيع مشاركة كل ما فعلته هذا الأسبوع.”14 فسرت أقوال نتنياهو على أنها اعتراف ضمني بالمسؤولية عن مقتل عالم الذرة الإيراني “فخري زاده”، ولكننا نرجح الهجوم السيبراني والاستحواذ على مواد وأدوات خاصة ما كانت ليحلم بها الكيان الصهيوني يوما ما.
  • خرج نتنياهو في مؤتمر صحفي آخر عن التطور السيبراني في الكيان الصهيوني وقال حرفيا: “بكبسة زر نركع دولا واسرائيل أصبحت عاصمة العالم في الأمن السيبراني”15 وفي هذا إشارة ضمنية الى ما حدث من اختراق وهجوم سيبراني على الولايات المتحدة الامريكية.
  • في العام 2016 جاء الرئيس ترمب رئيسا للولايات المتحدة وكانت آنذاك تحت هجوم سيبراني واتهمت فيه روسيا، وعين مولر محققا خاصا لهذا الامر.9 وفي العام 2020 يخرج ترمب من البيت الابيض متزامنا مع هجوم سيبراني كبير. هل هذه مصادفة؟ أم أنها عملية مستمرة لمدة اربع سنوات؟.
  • بتاريخ 30/12/2020 نتنياهو يستقبل الجاسوس جونثان بالمطار بعد قدومه على متن طائرة خاصة لتل أبيب.2
  • الإقالات التي قام بها ترامب لكبار المسؤولين في الأمن السيبراني بعد انتهاء الانتخابات الامريكية كانت لإسكات الاتهامات التي كانت تعد للكيان الصهيوني وتحميله المسؤولية الكاملة عن الاختراق. 16إلا أن ترامب أحبط كل الجهود الخاصة بهذا الأمر ليحمي رأسه ويحمي شركاءه.
  • هذا الاختراق الكبير ما كان ليكون لو لم يتم تسهيل حدوثه من داخل تلك المقرات والشركات الأمنية، ومن له أن يمتلك مثل هؤلاء الأشخاص المؤهلين تقنيا وسيبرانيا مثل العملاء السيبرانيين الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية الأمريكية والإسرائيلية للقيام بهذا الامر؟.
  • المستفيد الأول من هذا الهجوم هو الكيان الصهيوني، التنافس على السيطرة على سوق العمليات السيبرانية في العالم يقوم ما بين أربعة محاور رئيسة وهي الولايات المتحدة وروسيا والكيان الصهيوني والصين، وفي هذا التنافس لا يوجد حليف وإنما يوجد فريسة ومطارد وجائزة، وأنا أقول أن هذه الهجمات لن تتوقف وإنما سوف تزداد وتيرتها يوما بعد يوم. 
  • شركة SolarWind وهي الشركة التي تقوم على توريد الخوادم Servers لوكالات الأمن القومي الأمريكي المنفذ الذي ولج منه القراصنة عبر تحديث لأحد برمجياتها الخاصة، والجدير بالذكر أنها شريك تقني استراتيجي لشركة Check point. وهذا الامر مثبت بالدليل القاطع وعلى الموقع الإلكتروني لشركة Check point حيث تضع شركة Solar winds على لائحة الشركات الحليفة والتي لها علاقات إستراتيجية في العمل وشراكات في العمل.

  في 30/12/2020 أعلن أن من قام بالاختراق يعلم ويعرف ومطلع على ما يعرف باسم source code للأوفيس التابع لشركة مايكروسوفت، ومن المعلوم أن لشركة مايكروسوفت شراكات مهمة وخاصة مع الكيان الصهيوني ومع شركة check point بالتحديد، وهي الشركة الخاصة التي أسست ما يسمى firewall 1 والتي باعته لاحقا لمايكروسوفت وتقيم للآن علاقات شراكة خاصة معها حسب ما جاء بموقع شركة check point

وهذا الاستنتاج يعزز إلصاق الشبهة بأجهزة الموساد التي تمتلك كل الأدوات والدعم اللوجستي والبشري على الأرض الأمريكية من خلال جواسيس على رأسهم رئيس الدولة وشركات عملاقة تم استغلالها بعلمها أو بدون علمها، عن طريق برمجيات تلك الشركة القائمة على حمايتها سيبرانيا ونعني هنا الشركة التابعة للموساد الإسرائيلي “Check point” 17.

نعم الايام القادمة مليئة بالمفاجآت وسوف تثبت أننا على حق وسوف تطيح برؤوس كبيرة وكبيرة جدا.

حقوق الطبع والنشر محفوظة – أرابيوس خاص

 

 

 

المراجع